كيف يؤثر الطعام الذي تتناوله على دماغك؟ - طبخ و علم

طبخ و علم

وصفات للطبخ مع وجبات صحية و مقالات محتلفة متعلقة بالأكل و فوائد و أضرار بعض المأكولات.وتعلم فن الطبخ السليم و الصحي.

السبت، 4 أبريل 2020

كيف يؤثر الطعام الذي تتناوله على دماغك؟







كيف يؤثر الطعام الذي تتناوله على دماغك؟




في السنوات الأخيرة تبين أن القول المأثور القديم "أنت ما تأكله" أصبح حقيقة ،وفق دراسة جديدة من جامعة إلينوي أظهرت أن مستويات الدم لجزيئات معينة توصف بأنها صحية مثل أوميغا 3 ، فيتامينات ب،الليكوبين والعديد من العناصر الضرورية ،لا ترتبط بالواقع بالوظيفة الإدراكية فحسب بل أيضا بكيفية عمل الدماغ.

وقال مؤلف الدراسة آرون باربي في بيان :"السؤال الأساسي الذي كنا نطرحه هو ما إذا كان النظام الغذائي و التغذية مرتبطان بشيخوخة الدماغ الصحية"وبدلا من استنتاج صحة الدماغ من خلال الإختبار المعرفي،قمنا بفحص الدماغ مباشرة باستخدام تصوير الدماغ عاى الدقة.


لقد قام الباحثون بقياس مستويات الدم من المؤشرات الحيوية الغذائية في دم 115 مشاركا يتمتعون بصحة جيدة أعمارهم تتراوح بين 65 و 75 عاما،بما في ذلك أحماض أوميغا 3 و أميغا 6 الدهنية،و عنصر الليكوبين الموجود بأعلى تركيز في الطماطم و البطيخ، و حمض الفوليك الذي يتواجد في الخضار الورقية،و الريبوفلافين،والكاروتينات المجودة في الخضر الحمراء و الصفراء و البرتقالية و فيتامين ب 12 و فيتامين د.و قد ثم اختيار هذه العناصر من قبل الفريق المشرف على الدراسة لأنها ثمثل العديد من المركبات الصحية الموجودة في النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط.


وقاموا بمسح أدمغة المشاركين لعرض صور عالية الدقة للشبكات العصبية،بما في ذلك كيفية اتصال الشبكات المختلفة لدى كل مشارك،وخلال الدراسة وجدوا علاقة بين وجود مستويات دم أعلى للعديد من العناصر الغذائية محل الإهتمام وو جود اتصال أفضل في بعض أدمغة معينة المناطق، و بالخصوص ارتبطت المستويات الأعلى من أوميغا 3 و أوميغا 6 و الكاروتين بتحسين كفاءة الشبكة العصبية للدماغ.








وقال باربي"تتعلق الكفاءة بكيفية توصيل المعلومات داخل الشبكة""لقد نظرنا إلى" الكفاءة المحلية"-مدى جودة مشاركة المعلومات داخل مجموعة محصورة مكانيا من مناطق الدماغ-و أيضا" الكفاءة العالمية " ،التي تعكس عدد الخطوات المطلوبة لنقل المعلومات من أي منطقة أخرى من الدماغ. "إذا تم تكوين شبكتك بشكل أكثر كفاءة،فمن المفترض أن يكون من الأسهل،في المتوسط ،الوصول إلى المعلومات ذات الصلة و يجب أن تستغرق المهمة وقتا أقل".

كما طلب الفريق من المشاركين إجراء اختبارات لقياس الإدراك و الذكاء العام و الذاكرة و الوظيفة التنفدية،وتمكنوا من ربط هذه الدرجات باتصال الدماغ و مستويات المؤشرات الحيوية الغذائية.ترتبط أوميغا 3 وأوميغا 6،والليكوبين،والكاروتينات،والفيتامينات ب و د جميعها بجوانب الإدراك،وكان معظمها مرتبطا أيضا بوظيفة الدماغ.على سبيل المثال تم ربط أحماض أوميغا3 بالذكاء العام و بالإتصال في الشبكة الأمامية الجدارية،التي تتحكم في السلوكيات الموجهة نحو الأهداف و التركيز على الأنتباه.
تم ربط أحماض أوميغا 6 الدهنية و الليكوبين بالوظيفة التنفدية و شبكة الانتباه الظهرية.(بالإظافة إلى ذلك، تم ربط الليكوبين و أوميغا 3 و6 بالعديد من اختبارات وظيفة الذاكرة،والفيتامينات ب و د بالوظيفة التنفدية،وارتبطت الكاروتينات بدرجة الذكاء).


قال باربي "تشير داستنا إلى أن النظام الغذائي و التغذية يخففان من العلاقة بين كفاءة الشبكة و الأداء المعرفي"وهذا يعني أن قوة الإرتباط بين كفاءة شبكة الدماغ الوظيفية و الأداء المعرفي يرتبط بمستوى العناصر الغذائية" "بمعنى آخر ،يمكن تفسيرالعلاقة بين الإدراك و نشاط الدماغ جزئيا على الأقل من خلال مستويات المؤشرات الحيوية في الدم.

كانت الدراسة تحتوي على بعض القيود،أحدهما أن معظم المشاركين كانوا متعلمين و يتمتعون بصحة جيدة.ستحتاج هذه الدراسة إلى تكرارها على مجموعة أكثر تنوعا لإستخلاص استنتاجات أكثر دقة.

 بالإضافة إلى ذلك، هناك تحذير كبير وهو أن الأمر مرتبط فقط، مما يعني أننا لا نعرف أيهما جاء أولاً، الدماغ/الصحة المعرفية أو التغذية الجيدة/المؤشرات الحيوية للدم. يمكن أن تكون هناك علاقة سببية عكسية تحدث هنا، بحيث أن الأشخاص الذين كانوا أكثر ذكاءً في البداية تناولوا الأطعمة الصحية، والتي ظهرت بعد ذلك في دمائهم. لمعرفة ما إذا كانت العلاقة السببية تلعب دورًا حقيقيًا، يتعين عليك تعيين أشخاص لتناول الطعام الصحي أو السيئ مع مرور الوقت، الأمر الذي قد يكون له بعض المشكلات الأخلاقية.

ومع ذلك، تؤكد الدراسة ما كان يعتقده الآخرون في الماضي، وهو أن تناول الطعام بشكل جيد قد يحافظ على صحة الدماغ، وبالتالي يعزز الإدراك. هناك الكثير من الأسباب التي تجعل هذا الأمر منطقيًا، وقد أوضح الباحثون العديد من الآليات البيوكيميائية التي تقف وراء ذلك، بدءًا من الكيفية التي قد يقلل بها الليكوبين الالتهاب إلى كيفية مساعدة أوميغا 3 في الحفاظ على نفاذية أغشية الخلايا العصبية. وقد أوضحت الكثير من الدراسات الجانب الآخر: أن الأطعمة غير الصحية (خاصة السكر) مرتبطة بتقليل حجم الدماغ وضعف الإدراك.

بينما يواصل العلم رسم خريطة لجميع الروابط، ربما يكون من الحكمة أن نفعل ما قيل لنا منذ زمن طويل: تناول طعامًا جيدًا عندما تستطيع ذلك، ولكن لا تلوم نفسك إذا لم تتمكن من ذلك في بعض الأحيان.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق